الاثنين، 2 سبتمبر 2013

المجتمع الاسلامى فى عصر النبوة

                        المجتمع الاسلامى فى عصر النبوة   

ضلّت أمتنا عندما افتقدت الاستفادة من سيرة الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم انحرفنا عن الطريق المستقيم عندما اختصرنا سنته فى لحية وجلباب ولم نلتفت الى ان النبى اهدى الى امته اعظم حياه نقتضى بها ونسير على خطاها فسيرة النبى هى منهج للتعامل مع الاشياء والاشخاص والاحداث وبتطبيقنا الصحيح لسنة النبى نسعد فى الدارين .
ولقد مر المجتمع الاسلامى فى العصر النبوى الشريف بعدة مراحل سنعرض اربعة نماذج لهذا المجتمع تبين لنا كيف للمسلم ان يعيش فى ظل الظروف المختلفة والمتقلبة .....
النموذج الاول : مكة اضطهاد وسوء معاملة
النموذج الثانى : إنّ بأرض الحبشة ملكًا لا يُظلَم أحدٌ عنده
النموذج الثالث : المدينة ووثيقتها العظيمة
النموذج الرابع : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 

                                 أقول قولى هذا وأستغفر الله

الأحد، 1 سبتمبر 2013

النموذج الاول

                                  مكة اضطهاد وسوء معاملة

كانت مكة قبل بعثة النبى هى مركز الديانة العربية لوجود بيت الله الحرام بها وكانت مركز الشرك فكان بها ثلاثمائة وستون صنما وكان اهلها هم سادة العرب وسدنة البيت الحرام , وفى ناحية من مكة فى غار حراء كان يذهب سيدنا محمد ليختلى بنفسه ويتفكر فى شأن هذا الكون وفى شأن خالقه حتى جاءه جبريل بالوحى الشريف وقال له اقرأ يا محمد" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " .
 وبدأت دعوة النبى فى سرية تامة فكانت تلك المرحلة الاولى واستمرت هكذا ثلاث سنوات الى ان جاء أمر الله تعالى" وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" فخرج النبى الى جبل الصفا ودعاهم الى الاسلام والى عبادة الله وحده لا شريك له فقال له ابولهب تعسا لك جئت بنا لتقل هذا ومن هنا بدأت سنوات الاضطهاد وسوء المعاملة فكان المشركون يضطهدون النبى فنرى ابى جهل يغلظ القول على سيدنا محمد ويسبه ثم يضربه بعظمة فيشجب رأسه الشريف.وفى واقعة اخرى و بينما رسول الله  يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله  ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله  وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم وكانوا ينادونه يا مذمم ويقولون مذمم عصينا ودينه ابينا فيقول نبينا الهادى الكريم يسبون مذمما وانا محمدا, قام  المشركون بتعذيب اصحاب الرسول الضعفاء فنرى تعذيب آل ياسر رضوان الله عليهم ومقتل سمية وتعذيب بلال وخباب بن الأرت , بعد واقعة ابى جهل وسبه للنبى اسلم حمزه بن عبد المطلب وبعد ثلاثة ايام اسلم عمر بن الخطاب فكانت هذه نقطة تحول فى مسار الدعوة فاصبح المسلمون يصلون فى الكعبة وبدأ الاسلام بنتشر فى ربوع مكة وهذه هى المرحلة الثانية واستمرت سبع سنوات .
عرضت قريش على النبى المال والسلطان والجاه ولكنه رفض وقال لابى طالب يا عمّ لو وُضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركتُ هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه». ثم بكى سيدنا محمد، فقال له أبو طالب «يا ابن أخي، إمضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا» , كذبوا النبى فى كل مكان وقالوا عليه كاهن وساحروشاعر فنزل قول الله "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ *وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ *تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ."
شعر ابى طالب بالخوف على سيدنا محمد فجمع بنو هاشم وبنو عبد المطلب مسلمهم وغير مسلمهم ماعدا ابى لهب فقد كان مع قريش واخذ عليهم العهد بحماية النبى من بطش قريش وظلمهم له فاتفقوا على حمايته.
اجتمع المشركون من قريش وتشاوروا فى امر محمد وبنو هاشم فقرروا حصارهم  بألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم، حتى يسلموا محمدًا للقتل، وكتبوا بذلك كتابًا وعلّقوه في جوف الكعبة ,اجتمع بنو هاشم والمسلمون فى شعب ابى طالب وحاصرتهم قريش وضيقت عليهم ,بعد ثلاث سنوات من العذاب والجوع والقهر نقضت الصحيفة عندما ذهب ابى طالب الى قريش وقال لهم  إنّ ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قطّ أنّ الله قد سلّط على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم، وبقي فيها كل ما ذكر به الله، فإن كان ابن أخي صادقًا نزعتم عن سوء رأيكم، وان كان كاذبًا دفعته إليكم فقتلتموه أو استحييتموه»، قالوا «قد أنصفتنا»، فأرسلوا إلى الصحيفة، ففتحوها فإذا هي كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
مات ابى طالب الذى كان سندا للنبى فى وجه سادة قريش وماتت السيدة خديجة رضى الله عنها التى قال عنها النبى آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها
الله الولد دون غيرها من النساء وسمى هذا العام بعام الحزن.

اشتد اذى الكفار للنبى فكانوا يهيلوا عليه التراب ويضعوا على ظهره الشريف وهو ساجد كرش الابل وكان النبى يصبر على اذى قومه.
بدأت المرحلة الثالثة من حياة النبى فى مكة وهى انطلاق دعوته الى خارج مكة فذهب الى الطائف ورفض اهلها الاسلام واذوا النبى  وألقوا عليه الحجارة فدعا النبى ربه وقال

"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك. لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك"
جاءت بعدها رحلة الاسراء والمعراج . ثم استمر النبى فى دعوته للقبائل التى تأتى فى موسم الحج الى ان حدثت بيعة العقبة الاولى بين النبى وستة اشخاص من يثرب ووعدوا النبى بالعودة بعد سنة يكونوا قد نشروا الاسلام بيثرب وبعد عام جاءوا الى النبى وبايعوه فى العقبة للمرة الثانية وكانوا قد بلغوا سبعون رجلاً وامرأتان .
 اشتد البلاء على المسلمين بعدما علم المشركون ببيعة العقبة الثانية، أذن سيدنا محمد لأصحابه بالهجرة إلى يثرب فهاجر معظم المسلمون وظل النبى حتى جاءه أمر الله بالهجرة وكانت قريش قد اتفقوا على أن يأخذوا من كل قبيلة من قريش شابًا فيقتلون محمد فيتفرّق دمه في القبائل فلا يستطع بنو هاشم الثأر له ولكن الله حمى نبيه الكريم  وهاجر مع سيدنا ابى بكر فى رحلة شاقة وعظيمة وبذلك انتقل النبى الى المدينة المنورة ليأسس للدولة الاسلامية لتكون نواة لحضارة عظيمة وانتشار لدين الله دين الحق.

 

والان كيف للمسلم الذى يعيش فى مجتمع يضطهد الاسلام والمسلمين ان يتعامل مع هذا المجتمع  كيف يستفيد من سيرة النبى صلى الله عليه وسلم؟نبينا الكريم كان فى مكة يدعو الناس بالكلام الطيب وبالموعظة الحسنة لم يجبر احد على الدخول فى الاسلام نرى سيدنا النبى يشتد اذى المشركون به فيصبر عليهم ويدعوهم مرة اخرى كان صلى الله عليه وسلم احرص عليهم من انفسهم لم يأمر اصحابه يوما بالانتقام من المشركين رغم ما لقوه من تعذيب وكان يقول لهم اصبروا فان نصر الله قريب يجب على المسلم الذى يعيش فى تلك الظروف الصعبة ان لا يلجأ الى العنف ولكن يصبر على اذى قومه ولا ينكسر ولا يفرط فى الدعوة الى الحق فالنبى مكث فى مكة رغم كل هذا ثلاثة عشر عاما لم يتنازل عن الحق يوما عرضوا عليه المال والسلطان ولكنه ظل ثابتا  لانه يعلم ان الله معه , نرى النبى كيف كان يتعامل مع المشركين فلم يسب احدا منهم و لم يقاتلهم وظل يدعوهم الى الهدى والتقوى والان نعتقد اننا كلما هاجمنا من يعادى الاسلام وقمنا بسبه او قتله  كلما زاد الاسلام عزة اى خبل هذا نحن نضر الاسلام بايدينا ونشوه صورته نرى بلاد تعادى الاسلام فيدعوا بعض المتطرفون مسلمى هذه البلاد الى قتل من يتهجم على الاسلام وعلى رسول الله فنأكد لهم الاكاذيب التى يروجونها بان الاسلام دين دموى مع ان النبى وصحابته لقوا اشد العذاب ولم يقم احد منهم بمجرد سب المشركين وعندما سب النبى والقى عليه الحجارة من اهل الطائف كان بمقدوره ان يدعى عليهم فيخسف الله بهم الارض ولكنه شكى الى الله قلة حيلته ما أعظم هذا النبى وما اعظم رسالته,فالمسلم الذى يعيش  داخل مجتمع يعادى الاسلام عليه دعوة المعادين للاسلام بالكلمة الطيبة وتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام.
فالمسلم فى هذا المجتمع يسير على منهج " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" .

ولقد تصور البعض ان الاسلام يحتاج الى حياه خاصة والى مجتمع منغلق وهذ خطأ فالاسلام موجود فى كل مكان فى المجتمع الاسلامى والمجتمع المتعدد وفى البلاد التى تحارب الاسلام , تعرض المسلمون على مر التاريخ لحالات اضطهاد ولكنهم بسيرهم على خطى الحبيب جعلوا من يضطهدهم يدخل فى الاسلام فالتتار الذين دمروا العالم الاسلامى فى نهاية الامر اصبحوا دولة اسلامية وهكذا الكثير من الامثلة ولكن اذا ابتعدنا عن سنة الحبيب فلن نزداد الا ذلا فعلينا اتباع النبى. واذا اشتد الاضطهاد فيمكنه ان يبتعد ويهاجر ولكنه يستمر فى بذل الجهد لدعوة مجتمعه الى الحق فالنبى لم ينس مكة بعد هجرته الشريفة ولكنه ظل يدعوهم الى ان فتح الله له مكة واسلم كل من بها .
عباد الله لا تستمعوا الى صوت العنف فنبينا لم يدعو احد الى الاسلام الا بالقول الطيب فلو سيرنا على خطى النبى سيعلم العالم ان ديننا هو دين الحق من حسن معاملتنا لهم .
                                    أقول قولى هذا واستغفر الله

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

النموذج الثانى

                      إنّ بأرض الحبشة ملكًا لا يُظلَم أحدٌ عنده

 لما رأى النبى صلى الله عليه وسلم ما يصيب اصحابه من اذى وقهر سمح لهم بالهجرة وقال لهم "لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملك لا يظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه" .
هاجر فى اول الامر احد عشر رجلا وامرأتان وكان على رأسهم سيدنا عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم ,استقر الامر للمسلمين فى الحبشة وبلغ عددهم ثلاثة وثمانين رجلا ,قالت السيدة ام سلمة وكانت ممن هاجروا الى الحبشة "لما نزلنا أرض الحبشة ، جاورنا بها خير جار النجاشي ، أمِنًا على ديننا ، وعبدنا الله تعالى لا نُؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه " .
لما علمت قريش بهذا الحال  قرروا ارسال عمرو بن العاص وعبدالله بن ربيعة ومعهم  الهدايا لكى يعطوها للنجاشى وحاشيته ليسلمهم المسلمون الذين هاجروا الى الحبشة , ذهب عمرو بن العاص الى النجاشى وقال له  "أيها الملك ، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء ،فارقوا دين قومهم ، ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين ابتدعوه ، لا نعرفه نحن ولا أنت،وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم و عشائرهم لتردهم إليهم " فقالت حاشيته : صدقا أيها الملك قومهم أعلم بهم ،وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم , فغضب النجاشي  ثم قال لا والله لا أسلمهم إليهما حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم ، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ،وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما ، وأحسنت جوارهم ما جاوروني .
جاء المسلمون الى النجاشى فسألهم عن هذا الدين الذى فارقوا فيه قومهم ولم يدخلوا فى دينه فقال له سيدنا جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه "أيها الملك ، كنا قوما أهل

جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ؛ فكنا على ذلك ، حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ؛ وأمرنا أن نعبدالله وحده ، لانشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام , واتبعناه على ما جاء به من الله ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ،وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا ، وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ؛ ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك " . فقال له النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ؟ فقال له جعفر: نعم ؛ فقال له النجاشي : فاقرأه علي  فقرأ عليه صدرا من سورة مريم , فبكى النجاشي حتى اخضلَّت لحيته ، ثم قال لهم النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما .
فى اليوم التالى ذهب عمرو بن العاص الى النجاشى وقال له ان المسلمين يقولون قولا عظيما فى عيسى , فارسل النجاشى ليأتوا له بالمسلمون ليسألهم عن قولهم فى عيسى
فلما جاءوا اليه قال لهم  ماذا تقولون في عيسى بن مريم ؟  فقال جعفر بن أبي طالب : نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم ، يقول :هو عبدالله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذارء البتول. قالت : فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودا ، ثم قال والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود ثم قال لهم اذهبوا فأنتم آمنون فى الارض ومن سبكم غرم ثم رد الى عمرو بن العاص هداياه وقال والله لا أسلمهم إليكما .
عاش المسلمون فى جوار النجاشى فى امان , وكان هناك ابن عم للنجاشى ينازعه فى الحكم وقامت الحرب بينهما فطلب المسلمون من النجاشى ان يشتركوا معه فى الحرب ولكنه رفض خوفا عليهم واثناء المعركة وقف المسلمون يشاهدون المعركة من بعيد وقالت السيدة ام سلمة رضى الله عنها  "قالت فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه ، والتمكين له في بلاده " وارسلوا الزبير بن العوام ليستكشف لهم الامر فرجع وقال لهم"
ألا أبشروا ، فقد ظفر النجاشي ، وأهلك الله عدوه ، ومكن له في بلاده "قالت السيدة ام سلمة  " فوالله ما علمتنا فرحنا فرحة قط مثلها , ورجع النجاشي ، وقد أهلك الله عدوه ، ومكن له في بلاده ، واستوسق عليه أمر الحبشة ، فكنا عنده في خير منزل ، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة ".

إن هجرة المسلمون الى بلاد الحبشة تمثل لنا نموذجا واقعيا لكيفية تعايش المسلم فى مجتمع ذات اغلبية مختلفة عنه فى الدين ولكنها تحمى المسلمون وتحمى حرية ممارستهم لشعائرهم الاسلامية.
لنبدأ بخير الخلق عليه افضل الصلاة والسلام فعندما اذن للمسلمين بالهجرة نصحهم بالحبشة وقال "إن بها ملك لا يظلم عنده أحد " لم يقل لهم سيدنا ان بها ملك يصلى مائة ركعة او يصوم ألف يوم  بل قال لهم انه ملك عادل ,لا يهمنا صلاة من يحكم ولا صيامه فكل هذا بينه  وبين الله ولكن ما يهمنا عدل من يحكمنا واحترامه لشعبه , فكان النجاشى مثلا لهذا الحاكم العادل فعندما جاءه عمرو بن العاص بالهدايا لم ينخدع النجاشى انما طلب بإحضار المسلمون لسؤالهم فى هذا الامر واستمع الى دفاعهم حتى اقتنع وقال لعمرو بن العاص " والله لا أسلمهم إليكما " وعندما جاء له عمرو فى اليوم التالى لكى يخدعه باسم الدين تنبه النجاشى لذلك واستمع الى قول المسلمون واقتنع بكلامهم ورفض تسليمهم ,وعاش المسلمون فى امانه الى ان عادوا الى مكة.
اما صحابة رسول الله ما ان ذهبوا الى الحبشة حتى استئذنوا من النجاشى ان يعيشوا على ارض الحبشة فسمح لهم وهذا فى عصرنا يسمى بإحترام القوانين ,عاش المسلمون فى سلام فلم نقرأ ان احدا منهم دعا اهل الحبشة الى ترك دينهم واعتناق الاسلام انما بحسن اخلاقهم و تمسكهم بدينهم جعلوا النجاشى ملك الحبشة يعتنق الاسلام فى اخر عمره  وعندما سألهم النجاشى فى شأن دينهم قالوا ماعلمهم رسول الله وصفوا عظمة الاسلام وحسن ما جاء به وعندما سألهم عن قول الاسلام فى عيسى لم يخشوا احدا وقالوا القول الحق مع ان هذا الحديث كان من الممكن ان يعرضهم للكثير من المشاكل ولكن المسلم  يثبت على الحق مهما كلفه , نرى المسلمون عندما قام ابن عم النجاشى ونازع النجاشى فى ملكه وقفوا بجانبه وطلبوا منه مناصرته فى الحرب وهذا ما نسميه المواطنه فقد اعتبروا انفسهم مواطنون فى هذا البلد يدافعون عنه ويحاربون من أجله رغم اختلاف الدين والعقيدة بل وصل الامر انهم دعوا الله ان ينصر النجاشى على اعدائه وعندما انتصر فرح المسلمون نعم فرحوا للرجل المسيحى فرحوا للملك العادل الذى وقف بجانبهم .
وعلى كل مسلم يعيش فى مثل هذه الظروف ان يتعلم من صحابة رسول الله كيف عاشوا, كيف احترموا القوانين ,كيف تعاملوا مع من اختلفوا معهم فى الدين ,ادعو الى الاسلام ولكن بحسن اخلاقك وبحسن معاملتك لمن تختلف معه ,تمسك بدينك ولا تجعل عادات المجتمع الذى تعيش فيه تضر بإسلامك او أخلاقك ولكن اثبت على الحق وكن عونا لكل الناس مهما كانت عقيدته.
واخيرا إن العدل هو اساس هذه السيرة الطيبة ,بالعدل تتزن الامور ونعيش جميعا فى سلام ,قال الله تعالى :"{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} , {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} , {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}" .
وليعلم كل حاكما فى موقعه ان صلاته وصيامه لن تنفعه ولن تنفعنا اذا كان حاكما ظالما فاعدلوا يرحمكم الله .
                                      اقول قولى هذا واستغفر الله
المراجع: سيرة ابن هشام

 

الجمعة، 9 أغسطس 2013

الحرب على الاسلام

                                  الحرب على الاسلام


انقذوا الاسلام !,الاسلام سيضيع ! ,اعداء الدين يحاربون الاسلام ! ,سنقاتل من اجل الاسلام ولن نتركه يهزم ! .
هل الاسلام حقا سيضيع ويهزم كما يقولون اصحاب التيارات الدينية ؟
هل الاسلام دين هش وضعيف لدرجة ان اى تيار يمكن ان يهدمه اليس الاسلام هو دين الله عز وجل دين الحق فكيف لفكر بشرى ان يسبب هذا الذعر لمن يقولون على انفسهم انهم حماة العقيدة ؟
البعض يقول لقد مر الاسلام بمراحل ضعف وتدهور وهذا خطأ شنيع فالاسلام لا يضعف ولا ينهزم لانه الدين الحق ولان الله سبحان وتعالى يحفظه " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " فكيف لنا ان نشك ولو للحظة ان الاسلام سيهزم فالاسلام باق مادامت السموات الارض .
ولكن المسلمين هم من يمروا بمراحل تدهور وتخلف كلما ابتعدوا عن طريق الله وفرقوا دينهم الى احزاب وشيعا "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ" وكما قال النبى الهادى الامين "أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ " , فالهلاك هنا للمسلمين الذين نسوا الله وغرقوا فى المكاسب الدنيوية والمناصب الزائلة ولكن دين الله لن يضر بشئ فاسلامنا دين متين .
هذه الفرق والتيارات لا تقول هذا الكلام خوفا على الاسلام ولكن تقوله خوفا على المصالح التى ألبستها رداء الدين .وكما حدث منذ زمن بعيد عندما قامت اوروبا بقيادة بابا روما بغزو الشرق والاستيلاء عل خيراته تحت راية حروب الصليب وانقاذ المقدسات المسيحية من ايدى المسلمين ,الان وبنفس الفكر و بأسم الاسلام ينتشر العنف الفكرى والجسدى تحت راية "لا اله لا الله ".
وقد حذر رسول الله من هؤلاء المضلين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " فهولاء الخوارج الذين كفروا جموع المسلمين لا يفعلون هذا من اجل الخوف على الدين انما هى امراض لديهم يريدون ان يسيطروا بهاعلى الناس ولكن هيهات .
من هنا يجب علينا ان نحدد من الذى يشكل الخطر الحقيقى على الاسلام ؟ هل الافكار العلمانية او الفلسفية او الليبرالية او الشيوعية التى قتلها علمائنا بحثا واظهروا عيوب هذه الافكار خطر ام ان الخطر الحقيقى هو تاجر الدين الذى يتكلم بالقرءان والسنة والكتب الصحاح ثم يتقول على الاسلام بكلام يشوه الدين ويشكك المسلمين فى دينهم فيلجأوا الى تلك الافكار فالشباب الذين انصرفوا الى العلمانية او الشيوعية ليس بسبب كرههم للدين الاسلامى انما هو بسبب كرههم للخطاب الدينى الموجه من قبل هؤلاء المضللين وقلة الخطاب الدينى المعتدل .
نستمع الان الى الكثير من هؤلاء الادعياء الذين يقولون ان الاسلام سيسقط بسقوط الرئيس او بعدم حصولهم على اغلبية مقاعد النواب وكل هذا أفك ولا علاقة له بالاسلام وللاسف الكثير يصدق هذا الكلام وينساقون وراء هؤلاء الى ان يضيعوا عليهم الدين والدنيا فاذا كان الاسلام لم يسقط بموت رسول الله هل سيسقط بسقوط حاكم ,فالحاكم هو مجرد شخص يدير شئون المسلمين فهو ليس حاكم بأمر الله . والاسلام ليس له علاقة بجماعة معينة فالاسلام جاء للعالمين وليس حكرا على احد وكم من فرقة اضاعت المسلمين وكانت سبب فى تخلفهم عن ركب الحضارة بافكارهم السقيمة .
عباد الله الاسلام ليس مرتبط بجماعة او باشخاص فكم من اشخاص ماتوا وكم من مذاهب وجماعات اندثرت وبقى الاسلام شامخا ,الله هو من يحمى الاسلام ولاحامى له غيره سبحانه وتعالى.
هل فى هذا الوقت نلتزم الصمت خوفا من الفتن ؟ ,كثير منا الان كلما حدث شئ يقول انها الفتنة ويجب اعتزالها ولكن هل ما نحن فيه الان فتنة ,فالفتنة هى التباس الحق بالباطل ,فاذن نحن فى فتنة ولكن هل هذا وقت الصمت الذى قال عنه رسول الله ,وقت الصمت والاعتزال هو الوقت الذى تصل فيه لدرجة عدم التمييز بين الصدق والكذب فتلتزم الصمت حتى لا تشارك فى هذه الفتنة ولكن اذا كان لديك جزء من الحقيقة وشئ من التمييز فان صمتك فى هذه الحالة سيكون مشاركة منك فى الفتنة فديننا دين النصيحة انشر الاسلام واجه هؤلاء الدعاه بكل الوسائل الفكرية المتاحة حاول ان تضئ طريق الذى ستمشى عليه لتصل الى الحق .
حاول ان تجلس مع نفسك وارجع الى فطرتك السليمة و زن الامور جميعها وابدأ بمراجعة نفسك ومراجعة دينك وقسم مشكلاتك فهل انت لديك مشكلة مع الاسلام نفسه فابدأ بحلها اذهب الى علمائنا الاجلاء وأسألهم واذا لم تجد الاجابة المرضية فهذا ليس معناه ضعف الدين ,حاول مرات عديدة وابحث عن الاجابة تفكر فى كل ماحولك واسال الله الاجابة واذا كنت مخلصا سيهديك الله كما هدى سيدنا ابراهيم للحق .
المشكلة الثانية هى مشكلة الخطاب الاسلامى ومن يتحدث باسم الدين اولا يجب ان تعلم انه لا وصاية لاحد على دينك لا شيخ ولا عالم ديننا ليس به كهنوت اواناس يتحدثون باسم الله ومن يفعل ذلك فهو كاذب ولاعلاقة له بالدين ,ان البحث فى زماننا هذا عن رجل يأخذ بيدك الى طريق الله اصبح شئ صعب ولكنه ليس بمستحيل ابحث عن من يدلك على الطريق وينوره لك ثم يتركك تمشى فى طريق الله ويدلك كلما انحرفت وابتعد عن من يقول لك اذا اردت الله فانضم الى جماعتى فالباقى ضال وانا ومن تبعنى فقط الناجون فهذا انما يستخدمك من اجل اغراض ومكاسب دنيوية .
المشكلة الثالثة هى خوفك من الافكار المختلفة كالعلمانية او الشيوعية وغيرها ولا يمكن ان يكون الحل لمواجهة هذه الافكار هو تكفيرها وتكفير اصحابها ومنعها فالممنوع مرغوب ولكن ابحث فى هذا الفكر من وجهة نظر اصحابه وفكر فى كل تفاصيله وأسأل العلماء والمفكرين حتى تضح لك الصورة وحينها ستكون لديك القوة للرد على اى فكر وبالحجة وبالادلة وليس مجرد رفض خوفا من تأثير هذه الافكار ..وهكذا اعرف مشكلتك وحاول حلها ابحث عنها وأسأل فإن الله سبحانه وتعالى يحب من يفكر ويبحث حتى يصل للحق (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ)
                                                                 أقول قولى هذا واستغفر الله

الأربعاء، 19 يونيو 2013

خطباء الفتنة

                               خطباء الفتنة

"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الاسراء والمعراج بقوم تقرض ألسنتهم وشفاههم وكلما قرضت عادت ,قال له جبريل عليه السلام هؤلاء خطباء الفتنة " .
قد ابتلى الاسلام على مر العصور باشخاص ارتدوا عباءة الدين,حفظوا القرآن ,تكلموا بكلام خير البرية ولكنهم ابعد ما يكون عن ما ارتدوه وما حفظوه وما تكلموا به .تاجروا بالدين وبأحلام المساكين جعلوا الدين مبررا لافعالهم وتصرفاتهم .هؤلاء الآكلون على كل الموائد يستخدمون الدين كأداه للوصول الى طموحاتهم المادية الدنيوية ,نسوا ان هناك يوما سيقفون فيه بين يدى الله وسيحاسبون عن كل كلمة اشعلوا بها نار الفتن.
فيما مضى لم يكن لهؤلاء هذه القوة التي تزداد بزيادة جهل المجتمع وزيادة فقره ,استغلوا غياب المؤسسات الدينية الوسطية استغلوا اتساع الفجوة بيننا وبين دعاة الحق ,اصدروا فتاوى كادت ان تودى بالبلاد الى الهلاك لولا رحمة رب العباد ,ولكن تفجرت مشكلة خطيرة ودقيقة هى حالة الشك التى بدأت تهيج داخل قلوب وعقول الناس هؤلاء يتحدثون بالقرآن والسنة يقرؤون كتب علماء الامة الاجلاء يرتدون عباءة السلف الصالح رضوان الله عليهم ولكنهم كمن يضع لك السم فى العسل يقولون كلام فى ظاهره الرحمة ولكن باطنه العذاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" قالوا: صفهم لنا يا رسول الله, قال:" من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " صدق رسولنا الهادى البشير....
هل ما يتحدث به هؤلاء هو الاسلام الذى جاء به سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام هل هذا هو دين الرحمة ام انهم جاءوا بدين جديد ملئ بالقسوة والجفاء ؟
إن هذا الدين الذى يتحدثون به لا يمكن ان يخرج من نبى قال "إنما أنا رحمة مهداة", لايمكن ان تخرج هذه القسوة من رجل قال عنه الله سبحانه وتعالى"
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ", لا يمكن ان يكون منهج العبوس والقلب القاسى هو سنة هذا النبى الذى قالوا فى وصفه صلوات الله عليه أنه كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ وقالوا عنه ما رأينا أحد اكثر تبسما من رسول الله وكان يضحك حتى تظهر نواجزه,وقد قال نبينا الكريم  "تبسّمك في وجه أخيك صدقة " ,لا يمكن ان يكون هذا السباب والطعن فى أعراض الناس جزء من سنة النبى فهو من قال "ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء" ,وقال "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ" وقال"انى لم ابعث لعانا انما بعثت رحمة" .
هؤلاء الدعاه فرغوا الدين من مضمونه العميق ولم يبقوا منه الا مظاهر وشكليات ذقن طويل وجلباب قصير وسواك وفتاوى لن تنفع الامة فى شئ,لا أحد ينكر سنة النبى فى الملبس والمظهر الخارجى ولكن مع اتباعنا لسنته الشريفة المطهرة فى المظهر الخارجى يجب ان نتبع جوهر سنته القائمة على الرحمة والحب والموده وحسن الخلق وتزكية النفوس وتقوية الصلة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إن الله لاينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم".

نحن فى حياتنا العملية والعلمية ننتقى من يعلمنا بدقة شديدة وندفع الكثير من المال والجهد من أجل ان نتحصل على المعلومة الصحيحة ولكن نأتى عند أهم وأخطر علم ونستسهل ونشاهد شيوخ الفضائيات ونسمع كلمة من هنا او فتوى من هناك ولا نعلم على يد من تعلم هذا الشيخ فتخيل انك مرضت ووصف لك الناس رجلان قالوا عن الاول انه قرأ الف كتاب فى الطب ولكنه لم يحصل الا على الشهادة الاعدادية اما الاخر فانه خريج كلية الطب ولديه شهادة وإجازة معتمدة للعمل فى الطب بالله عليك لمن ستذهب؟ .
ولم يتوقف الامر عند شيوخ الفضائيات انما وصل الامر الى ان اصبح امام المسلمين ومفتى الديار هو الشيخ google الذى اذا سأل افتى وفى أقل من الدقيقة يأتى لك بفتوى لا تعلم من الذى جاء بها ومن قالها وهل حرفت ام لا.
عباد الله نحن فى مصر لدينا مؤسسة اسمها الازهر الشريف بها علماء تقف لهم الدنيا احتراما ولدينا دار للافتاء تجيب عن كل سائل وهناك دعاه لم يتعلموا فى الازهر ولكنهم ينتسبوا الى منهجه الشريف ولكن ابذل قليل من الجهد ولا تستسهل واحذر ممن يحملون شهادة الازهر وهم اول من يكفرون منهجه فهؤلاء اخترقوا الازهر فى وقت الضعف . واذا كنت خارج مصر فاذهب الى مؤسسة بلدك العلمية الشرعية ........ اننا فى زمن انتشرت فيه الفتن فيجب علينا ان نتحصن جيدا من هذه الموجة العاتية .
فاللهم انقلنا من ظلمة الوهم إلى نور الفهم، واجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مُضلين، ولا تجعلنا فتنة لعبادك عن سبيلك يا رب العالمين.


                             أقول قولى هذا واستغفر الله
 
 
 



تعليق من الحبيب على الجفرى


  

الأحد، 16 يونيو 2013

الإسلام وعودة صكوك الغفران


الإسلام وعودة صكوك الغفران

ظهرت صكوك الغفران فى اوروبا فى القرن السادس عشر على يد كهنة ورهبان الكنيسة الكاثوليكية و بموجب هذه الصكوك تنال الغفران الى الابد مهما ارتكبت من الخطايا وبالتالى تحولت هذه الصكوك الى اداة فى ايدى رجال الدين يسيطرون بها على الناس و يوهمونهم انهم يمتلكون مفاتيح الجنة والنار.

وبعد مرور القرون باتت هذه الصكوك تطل على عالمنا الاسلامى بوجه وفكر جديد متمثلة فى بعض الفرق والجماعات التى تعتقد انها الفرقة الناجية وان الباقى فى النار..وصدق نبينا الهادى الامين عندما قال فى حديثه الشريف عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن " .
من منا بيده المغفرة والعفو عن الناس ؟
من منا يستطيع ان يجزم ان هذا فى الجنة وهذا فى النار؟
هل اخذت تلك الجماعات توكيل من الله تدخل به من تشاء الجنة وتلقى بمن تشاء فى النار؟هل هذا حقا اسلامنا؟
قبل البحث عن اجوبة لهذه التساؤلات يجب ان نجيب اولا على سؤال فى غاية الاهمية هل الاسلام أقر بالتعددية والاختلاف هل الاسلام يطالب اتباعه بإكراه الناس للدخول فى الايمان ؟
إن التعددية والاختلاف مفهوم قرءانى اصيل فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " وهنا يتضح ان مشيئة الله سبحانه وتعالى ان خلقنا مختلفين ولو اراد الله لخلق البشر جميعا على عقيدة واحدة ومذهب واحد وملة واحدة ولكن ارادته سبحانه وتعالى لم تشأ هذا وإنما شاءت الاختلاف والتعددية قال الله تعالى "لِكُلٍّ جَعَلْنا منكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً" .
وقد بين الله لنا كيفية التعامل مع هذه التعددية التى ارادها الله فى خلقه فقد قال سبحانه وتعالى " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " لم يقل سبحانه وتعالى "لتنازعوا" انما حدد الله لنا مبدأ التعارف وتبادل وجهات النظر مع المختلف فى ظل جو من التألف والرحمة .
حرية الاعتقاد مكفولة فى الاسلام قال تعالى"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ " فالله هو من سيحاسب من آمن ومن كفر وليس لاحد سواه سبحانه وتعالى الحق فى محاسبة الخلق , "وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" فالله سبحانه وتعالى غنيا عن اكراهنا للناس من أجل عبادته سبحانه وتعالى , وهنا نرى عتاب الله لرسوله الكريم لحرصه الشديد على دخول جميع الناس فى الايمان وهنا لابد ان نشير ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو الناس للدخول فى الاسلام بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ومع ذلك قال الله تعالى له" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" فهذه مشيئة الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى أمر نبيه الكريم ان يذكر الناس وينذرهم ولكن دون ان يكرههم على الايمان " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " فإذا كان هذا هو أمر الله لنبيه الهادى البشير فكيف لنا ان نكره الناس على الايمان فنحن علينا ان ندعو الناس للايمان بالموعظة الحسنة وبحسن الخلق دون إكراه فليس من حق أحد تكفير الناس وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من هؤلاء القوم الذين يرتدون عباءة الدين ويكفرون الناس فعن
حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ عَلَيْهِ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدْءًا لِلإِسْلامِ غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ ، انْسَلَخَ مِنْهُ , وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ , وَخَرَجَ عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ " ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الْمَرْمِيُّ أَوِ الرَّامِي ؟ قَالَ : " لا , بَلِ الرَّامِي " .
اسلامنا دين الحق, اسلامنا دين الرحمة ,اسلامنا دين العدل يجب علينا التمسك بإسلامنا الوسطى ولن نسمح لهؤلاء ببيع صكوك الغفران لنا فالله هو الغفور الرحيم .

أقول قولى هذا واستغفر الله

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تهنئة الأخوة المسيحيين

                                                 ارحمونا يرحمكم الله 

 انتشر فى الآونة الاخيرة الكثير من الجدل حول تهنئة الاخوة المسيحيين بأعيادهم الدينية,بعيدا عن الحرام والحلال ماهى العبارة التى يهنئ بها المسلمون المسيحيون فى اعيادهم نحن جميعا نقول لهم" كل عام وانتم بخير" ما هو وجه نصرة عقيدتهم فى هذه الكلمات هل
هذه الجملة تعبر فعلا عن تأييدنا وايماننا بالعقيدة المسيحية, الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" وهنا قال الله سبحانه وتعالى "قولوا للناس" ولم يقل قولوا للمسلمين اى قولوا للناس جميعا حسنا مهما كان دينهم وعقيدتهم وقال سبحانه وتعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " اى انك ببرك وعدلك لمن يخالفك فى الدين ولم يقاتلك وعاش معك فى سلام تكون عند الله فى درجة المحبوبيين ,عندما تتمنى الخير والسلام لاحد هل هذا شرك بالله هل هذا معناه الايمان بألوهية المسيح  ,الم يسمح سيد الخلق لنصارى نجران بالصلاة داخل مسجده الشريف؟هل احد يستطيع ان يقول ان موافقة النبى على صلاتهم داخل المسجد هو موافقة على عقيدتهم ,سيدنا صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة اكرمهم واحسن ضيافتهم , هل يعقل ان يسمح لنا فى الاسلام بالزواج من الرأة المسيحية ثم تحرمون التعامل معهم هل هناك صلة فى الانسانية اعظم من رباط الزوجية  كيف تكون زوجتى مسيحية ولا أقول لها فى عيدها كل عام وانتى بخير واتمنى لها الخير ,ارحمونا يرحمكم الله ,وكل عام وكل اخ مسيحى بخير ....................

                                               ستظل هذه هى صورة مصر ولن تستطيعوا تغيرها
 
 
أقول قولى هذا واستغفر الله

الاثنين، 22 أبريل 2013

ديني لنفسي و دين الناس للناسِ


والله ما طلعت شمس و لا غربت             إلا و حبك مقرون بأنفاسي
و لا جلست إلى قوم أحدثهم                    إلا و أنت حديثي بين جلاسي
و لا ذكرتك محزونا ولا فرحا                 إلا و أنت بقلبي بين وسواسي
و لا هممت بشرب الماء من عطش          إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ
و لو قدرت على الإتيان جئتكم                سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ
و يا فتى الحي إن غنيت لي طربا            فغنني واسفا من قلبك القاسي
ما لي و للناس كم يلحونني سفها             ديني لنفسي و دين الناس للناسِ