الأربعاء، 19 يونيو 2013

خطباء الفتنة

                               خطباء الفتنة

"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الاسراء والمعراج بقوم تقرض ألسنتهم وشفاههم وكلما قرضت عادت ,قال له جبريل عليه السلام هؤلاء خطباء الفتنة " .
قد ابتلى الاسلام على مر العصور باشخاص ارتدوا عباءة الدين,حفظوا القرآن ,تكلموا بكلام خير البرية ولكنهم ابعد ما يكون عن ما ارتدوه وما حفظوه وما تكلموا به .تاجروا بالدين وبأحلام المساكين جعلوا الدين مبررا لافعالهم وتصرفاتهم .هؤلاء الآكلون على كل الموائد يستخدمون الدين كأداه للوصول الى طموحاتهم المادية الدنيوية ,نسوا ان هناك يوما سيقفون فيه بين يدى الله وسيحاسبون عن كل كلمة اشعلوا بها نار الفتن.
فيما مضى لم يكن لهؤلاء هذه القوة التي تزداد بزيادة جهل المجتمع وزيادة فقره ,استغلوا غياب المؤسسات الدينية الوسطية استغلوا اتساع الفجوة بيننا وبين دعاة الحق ,اصدروا فتاوى كادت ان تودى بالبلاد الى الهلاك لولا رحمة رب العباد ,ولكن تفجرت مشكلة خطيرة ودقيقة هى حالة الشك التى بدأت تهيج داخل قلوب وعقول الناس هؤلاء يتحدثون بالقرآن والسنة يقرؤون كتب علماء الامة الاجلاء يرتدون عباءة السلف الصالح رضوان الله عليهم ولكنهم كمن يضع لك السم فى العسل يقولون كلام فى ظاهره الرحمة ولكن باطنه العذاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" قالوا: صفهم لنا يا رسول الله, قال:" من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " صدق رسولنا الهادى البشير....
هل ما يتحدث به هؤلاء هو الاسلام الذى جاء به سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام هل هذا هو دين الرحمة ام انهم جاءوا بدين جديد ملئ بالقسوة والجفاء ؟
إن هذا الدين الذى يتحدثون به لا يمكن ان يخرج من نبى قال "إنما أنا رحمة مهداة", لايمكن ان تخرج هذه القسوة من رجل قال عنه الله سبحانه وتعالى"
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ", لا يمكن ان يكون منهج العبوس والقلب القاسى هو سنة هذا النبى الذى قالوا فى وصفه صلوات الله عليه أنه كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ وقالوا عنه ما رأينا أحد اكثر تبسما من رسول الله وكان يضحك حتى تظهر نواجزه,وقد قال نبينا الكريم  "تبسّمك في وجه أخيك صدقة " ,لا يمكن ان يكون هذا السباب والطعن فى أعراض الناس جزء من سنة النبى فهو من قال "ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء" ,وقال "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ" وقال"انى لم ابعث لعانا انما بعثت رحمة" .
هؤلاء الدعاه فرغوا الدين من مضمونه العميق ولم يبقوا منه الا مظاهر وشكليات ذقن طويل وجلباب قصير وسواك وفتاوى لن تنفع الامة فى شئ,لا أحد ينكر سنة النبى فى الملبس والمظهر الخارجى ولكن مع اتباعنا لسنته الشريفة المطهرة فى المظهر الخارجى يجب ان نتبع جوهر سنته القائمة على الرحمة والحب والموده وحسن الخلق وتزكية النفوس وتقوية الصلة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إن الله لاينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم".

نحن فى حياتنا العملية والعلمية ننتقى من يعلمنا بدقة شديدة وندفع الكثير من المال والجهد من أجل ان نتحصل على المعلومة الصحيحة ولكن نأتى عند أهم وأخطر علم ونستسهل ونشاهد شيوخ الفضائيات ونسمع كلمة من هنا او فتوى من هناك ولا نعلم على يد من تعلم هذا الشيخ فتخيل انك مرضت ووصف لك الناس رجلان قالوا عن الاول انه قرأ الف كتاب فى الطب ولكنه لم يحصل الا على الشهادة الاعدادية اما الاخر فانه خريج كلية الطب ولديه شهادة وإجازة معتمدة للعمل فى الطب بالله عليك لمن ستذهب؟ .
ولم يتوقف الامر عند شيوخ الفضائيات انما وصل الامر الى ان اصبح امام المسلمين ومفتى الديار هو الشيخ google الذى اذا سأل افتى وفى أقل من الدقيقة يأتى لك بفتوى لا تعلم من الذى جاء بها ومن قالها وهل حرفت ام لا.
عباد الله نحن فى مصر لدينا مؤسسة اسمها الازهر الشريف بها علماء تقف لهم الدنيا احتراما ولدينا دار للافتاء تجيب عن كل سائل وهناك دعاه لم يتعلموا فى الازهر ولكنهم ينتسبوا الى منهجه الشريف ولكن ابذل قليل من الجهد ولا تستسهل واحذر ممن يحملون شهادة الازهر وهم اول من يكفرون منهجه فهؤلاء اخترقوا الازهر فى وقت الضعف . واذا كنت خارج مصر فاذهب الى مؤسسة بلدك العلمية الشرعية ........ اننا فى زمن انتشرت فيه الفتن فيجب علينا ان نتحصن جيدا من هذه الموجة العاتية .
فاللهم انقلنا من ظلمة الوهم إلى نور الفهم، واجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مُضلين، ولا تجعلنا فتنة لعبادك عن سبيلك يا رب العالمين.


                             أقول قولى هذا واستغفر الله
 
 
 



تعليق من الحبيب على الجفرى


  

الأحد، 16 يونيو 2013

الإسلام وعودة صكوك الغفران


الإسلام وعودة صكوك الغفران

ظهرت صكوك الغفران فى اوروبا فى القرن السادس عشر على يد كهنة ورهبان الكنيسة الكاثوليكية و بموجب هذه الصكوك تنال الغفران الى الابد مهما ارتكبت من الخطايا وبالتالى تحولت هذه الصكوك الى اداة فى ايدى رجال الدين يسيطرون بها على الناس و يوهمونهم انهم يمتلكون مفاتيح الجنة والنار.

وبعد مرور القرون باتت هذه الصكوك تطل على عالمنا الاسلامى بوجه وفكر جديد متمثلة فى بعض الفرق والجماعات التى تعتقد انها الفرقة الناجية وان الباقى فى النار..وصدق نبينا الهادى الامين عندما قال فى حديثه الشريف عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن " .
من منا بيده المغفرة والعفو عن الناس ؟
من منا يستطيع ان يجزم ان هذا فى الجنة وهذا فى النار؟
هل اخذت تلك الجماعات توكيل من الله تدخل به من تشاء الجنة وتلقى بمن تشاء فى النار؟هل هذا حقا اسلامنا؟
قبل البحث عن اجوبة لهذه التساؤلات يجب ان نجيب اولا على سؤال فى غاية الاهمية هل الاسلام أقر بالتعددية والاختلاف هل الاسلام يطالب اتباعه بإكراه الناس للدخول فى الايمان ؟
إن التعددية والاختلاف مفهوم قرءانى اصيل فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " وهنا يتضح ان مشيئة الله سبحانه وتعالى ان خلقنا مختلفين ولو اراد الله لخلق البشر جميعا على عقيدة واحدة ومذهب واحد وملة واحدة ولكن ارادته سبحانه وتعالى لم تشأ هذا وإنما شاءت الاختلاف والتعددية قال الله تعالى "لِكُلٍّ جَعَلْنا منكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً" .
وقد بين الله لنا كيفية التعامل مع هذه التعددية التى ارادها الله فى خلقه فقد قال سبحانه وتعالى " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " لم يقل سبحانه وتعالى "لتنازعوا" انما حدد الله لنا مبدأ التعارف وتبادل وجهات النظر مع المختلف فى ظل جو من التألف والرحمة .
حرية الاعتقاد مكفولة فى الاسلام قال تعالى"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ " فالله هو من سيحاسب من آمن ومن كفر وليس لاحد سواه سبحانه وتعالى الحق فى محاسبة الخلق , "وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" فالله سبحانه وتعالى غنيا عن اكراهنا للناس من أجل عبادته سبحانه وتعالى , وهنا نرى عتاب الله لرسوله الكريم لحرصه الشديد على دخول جميع الناس فى الايمان وهنا لابد ان نشير ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو الناس للدخول فى الاسلام بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ومع ذلك قال الله تعالى له" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" فهذه مشيئة الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى أمر نبيه الكريم ان يذكر الناس وينذرهم ولكن دون ان يكرههم على الايمان " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " فإذا كان هذا هو أمر الله لنبيه الهادى البشير فكيف لنا ان نكره الناس على الايمان فنحن علينا ان ندعو الناس للايمان بالموعظة الحسنة وبحسن الخلق دون إكراه فليس من حق أحد تكفير الناس وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من هؤلاء القوم الذين يرتدون عباءة الدين ويكفرون الناس فعن
حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ عَلَيْهِ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدْءًا لِلإِسْلامِ غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ ، انْسَلَخَ مِنْهُ , وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ , وَخَرَجَ عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ " ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الْمَرْمِيُّ أَوِ الرَّامِي ؟ قَالَ : " لا , بَلِ الرَّامِي " .
اسلامنا دين الحق, اسلامنا دين الرحمة ,اسلامنا دين العدل يجب علينا التمسك بإسلامنا الوسطى ولن نسمح لهؤلاء ببيع صكوك الغفران لنا فالله هو الغفور الرحيم .

أقول قولى هذا واستغفر الله