الأحد، 16 يونيو 2013

الإسلام وعودة صكوك الغفران


الإسلام وعودة صكوك الغفران

ظهرت صكوك الغفران فى اوروبا فى القرن السادس عشر على يد كهنة ورهبان الكنيسة الكاثوليكية و بموجب هذه الصكوك تنال الغفران الى الابد مهما ارتكبت من الخطايا وبالتالى تحولت هذه الصكوك الى اداة فى ايدى رجال الدين يسيطرون بها على الناس و يوهمونهم انهم يمتلكون مفاتيح الجنة والنار.

وبعد مرور القرون باتت هذه الصكوك تطل على عالمنا الاسلامى بوجه وفكر جديد متمثلة فى بعض الفرق والجماعات التى تعتقد انها الفرقة الناجية وان الباقى فى النار..وصدق نبينا الهادى الامين عندما قال فى حديثه الشريف عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن " .
من منا بيده المغفرة والعفو عن الناس ؟
من منا يستطيع ان يجزم ان هذا فى الجنة وهذا فى النار؟
هل اخذت تلك الجماعات توكيل من الله تدخل به من تشاء الجنة وتلقى بمن تشاء فى النار؟هل هذا حقا اسلامنا؟
قبل البحث عن اجوبة لهذه التساؤلات يجب ان نجيب اولا على سؤال فى غاية الاهمية هل الاسلام أقر بالتعددية والاختلاف هل الاسلام يطالب اتباعه بإكراه الناس للدخول فى الايمان ؟
إن التعددية والاختلاف مفهوم قرءانى اصيل فقد قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " وهنا يتضح ان مشيئة الله سبحانه وتعالى ان خلقنا مختلفين ولو اراد الله لخلق البشر جميعا على عقيدة واحدة ومذهب واحد وملة واحدة ولكن ارادته سبحانه وتعالى لم تشأ هذا وإنما شاءت الاختلاف والتعددية قال الله تعالى "لِكُلٍّ جَعَلْنا منكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً" .
وقد بين الله لنا كيفية التعامل مع هذه التعددية التى ارادها الله فى خلقه فقد قال سبحانه وتعالى " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " لم يقل سبحانه وتعالى "لتنازعوا" انما حدد الله لنا مبدأ التعارف وتبادل وجهات النظر مع المختلف فى ظل جو من التألف والرحمة .
حرية الاعتقاد مكفولة فى الاسلام قال تعالى"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ " فالله هو من سيحاسب من آمن ومن كفر وليس لاحد سواه سبحانه وتعالى الحق فى محاسبة الخلق , "وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" فالله سبحانه وتعالى غنيا عن اكراهنا للناس من أجل عبادته سبحانه وتعالى , وهنا نرى عتاب الله لرسوله الكريم لحرصه الشديد على دخول جميع الناس فى الايمان وهنا لابد ان نشير ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو الناس للدخول فى الاسلام بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة ومع ذلك قال الله تعالى له" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" فهذه مشيئة الله سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى أمر نبيه الكريم ان يذكر الناس وينذرهم ولكن دون ان يكرههم على الايمان " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " فإذا كان هذا هو أمر الله لنبيه الهادى البشير فكيف لنا ان نكره الناس على الايمان فنحن علينا ان ندعو الناس للايمان بالموعظة الحسنة وبحسن الخلق دون إكراه فليس من حق أحد تكفير الناس وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من هؤلاء القوم الذين يرتدون عباءة الدين ويكفرون الناس فعن
حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ عَلَيْهِ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدْءًا لِلإِسْلامِ غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ ، انْسَلَخَ مِنْهُ , وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ , وَخَرَجَ عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ " ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الْمَرْمِيُّ أَوِ الرَّامِي ؟ قَالَ : " لا , بَلِ الرَّامِي " .
اسلامنا دين الحق, اسلامنا دين الرحمة ,اسلامنا دين العدل يجب علينا التمسك بإسلامنا الوسطى ولن نسمح لهؤلاء ببيع صكوك الغفران لنا فالله هو الغفور الرحيم .

أقول قولى هذا واستغفر الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق